سورة مريم - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (مريم)


        


{ويزيد الله الذين اهتدوا هدىً} يزيدهم في يقينهم ورشدهم {والباقيات الصالحات} الأعمال الصَّالحة {خيرٌ عند ربك ثواباً} ممَّا يملك الكفَّار من المال {وخيرٌ مردَّاً} أَيْ: في المرَدِّ، وهو الآخرة.
{أفرأيت الذي كفر بآياتنا} يعني: العاص بن وائل {وقال لأوتين مالاً وولداً} وذلك أنَّ خبَّاباً اقتضى ديناً له عليه، فقال: ألستم تزعمون أنَّ في الجنَّة ذهباً وفضَّةً؟ ولئن كان ما تقولون حقَّاً فإنِّي لأفضلُ نصيباً منك، فأَخِّرني حتى أقضيك في الجنَّة، استهزاءً، فذلك قوله: {لأوتين مالاً وولداً} يعني: في الجنَّة، فقال الله تعالى: {أطلع الغيب} أعلمَ علم الغيب حتى عرف أنَّه في الجنَّة {أم اتخذ عند الرحمن عهداً} أم قال: لا إله إلاَّ الله حتى يستحقَّ دخول الجنَّة؟
{كلا} ليس الأمر كما يقول: {سنكتب ما يقول} سيحفظ عليه ما يقول من الكفر والاستهزاء لنجازيه به {ونمدُّ له من العذاب مدَّاً} نزيده عذاباً فوق العذاب.
{ونرثه ما يقول} من أنَّ في الجنَّة ذهباً وفضةً، فنجعله لغيره من المسلمين {ويأتينا فرداً} خالياً من ماله وولده وخدمه. {واتخذوا من دون الله} يعني: أهل مكَّة {آلهة} وهي الأصنام {ليكونوا لهم عزَّاً} أعواناً يمنعونهم مني.


{كلا} ليس الأمر على ما ظنُّوا {سيكفرون بعبادتهم} لأنَّهم كانوا جماداً لم يعرفوا أنَّهم يُعبدون {ويكونون عليهم ضداً} أعواناً، وذلك أنَّ الله تعالى يحشر آلهتهم فينطقهم، ويركِّب فيهم العقول فتقول: يا ربِّ عذّب هؤلاء الذين عبدونا من دونك.
{الم تر} يا محمَّد {إنَّا أرسلنا الشياطين على الكافرين} سلَّطناهم عليهم بالإِغواء {تؤزهم أزَّاً} تُزعجهم من الطَّاعة إلى المعصية.
{فلا تعجل عليهم} بالعذاب {إنما نعدُّ لهم} الأيَّام واللَّيالي والأنفاس {عدَّاً} إلى انتهاء أجل العذاب.
{يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفداً} ركباناً مُكرمين.
{ونسوق المجرمين إلى جهنم ورداً} عطاشاً.
{لا يملكون الشفاعة إلاَّ من اتَّخذ} لكم {عند الرحمن عهداً} اعتقد التَّوحيد وقال: لا إله إلاَّ الله؛ فإنه يملك الشَّفاعة، والمعنى: لا يشفع إلاَّ مَنْ شهد أن لا إله إلاَّ الله.
{وقالوا اتخذ الرحمن ولداً} يعني: اليهود والنَّصارى، ومَنْ زعم أنَّ الملائكة بنات الله.
{لقد جئتم شيئاً إدَّاً} عظيماً فظيعاً.


{تكاد السموات} تقرب من أن {يتفطرن} يتشقَّقْن {منه} من هذا القول {وتخرُّ} وتسقط {الجبال هدَّاً} سقوطاً.
{أن دعوا} لأنْ دعوا {للرحمن ولداً}.
{وما ينبغي للرحمن أن يتَّخذ ولداً} لأنَّه لا يليق به الولد، ولا مجانسة بينه وبين أحد.
{إن كلُّ} ما كلُّ {من في السموات والأض إلاَّ} وهو يأتي الله سبحانه يوم القيامة مُقرَّاً له بالعبوديَّة.
{لقد أحصاهم وعدَّهم عدَّاً} أَيْ: علمهم كلَّهم، فلا يخفى عليه أحدٌ ولا يفوته.
{وكلهم آتيْهِ يوم القيامة فرداً} من ماله وولده ليس معه أحدٌ.
{إنَّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً} محبَّةً في قلوب المؤمنين، قيل: نزلت في عليّ بن أبي طالب. وقيل: في عبد الرَّحمن بن عوف.
{فإنما يسرناه} سهَّلنا القرآن {بلسانك} بلغتك {لتبشر به المتقين} الذين صدَّقوا وتركوا الشِّرك {وننذر به قوماً لداً} شداد الخصومة.
{وكم أهلكنا من قبلهم} قبل قومك {من قرن} جماعةٍ {هل تحس} تجد {منهم من أحدٍ أو تسمع لهم رِكْزاً} صوتاً.

1 | 2 | 3 | 4 | 5